الأحد، 4 أغسطس 2013

لذة القراءة


القراءة ماهو تعريف القراءة ؟ الامر الالهى واضح اقرأ ... و ماذا بعد ؟ تدبر اعقل كل ما تقرأ ليس القراءة فقط مجرد تحريك العينين يمينا و يسارا انما انتقال الانسان من كينونته الحالية الى كيوننة اخرى وضع اخر مغاير قد ينتقل لزمن اخر لبلد اخرى لاحوال اخرى مخالفة لما عهده ... كل ذلك وفاتنى توصيف معنى تلك العادة المحببة
الكاتب الارجنتينى البرتو مانغويل يقول فى كتابه الجميل ( يوميات القراءة تأملات قارئ شغوف فى عام من القراءة ) ... ان القراءة فعل هادئ مريح منعزل ... كل هذا جميل جدا ولكنه لم يصف لنا ما هو فعل القراءة
فى اعتقادى أن القراءة بالاضافة الى كلام البرتو مانغويل عن كونها فعل هادئ مريح الا انه احساس يلتبس الانسان يشعره انه محلق طائر له ليس جناحان فقط انما عدة اجنحة تجعله يطير عاليا يرى ما لايراه الاخرون يملك عينين صقر يرى بعين ثاقبة ما يخفى يدرك بواطن و بواعث الافعال يرى افق لا نهائى من الحقائق المتجسدة امامه فيتمهل كمن يدخل محراب مقدس يتزود من زاد الحقيقة زاد المتعة الا متناهى .
الكاتب الارجنتينى الراحل بورخيس كان يتخيل ان الجنة مكتبة كبيرة مليئة بالكتب من فرط عشقه للقراءة تخيل هذا ... لكل منا مفهومه الخاص لجنته و لكن هل تخيل احد ان تكون الجنة مكتبة ؟
بورخيس كان كفيفا والبرتو مانغويل كان يقرأ له لذا تخيل ان تكون الجنة مكتبة اى انه يستطيع الرؤية كل منا يحلم بالجنة التى تخصه هو وحده يحلم بما ينقصه فيصبر نفسه ويقول فى الجنة ان شاء الله
منا من حلم بكتاب ينقصه يتمنى لو اقتنصه اقتناه قرائه فتح صفحاته ملأ عينيه من سطوره اشبع فضوله ارتوى بمتعته ...
تفتح الكتاب برفق تلمس غلافه الاملس كأنك لمست يد حبيبتك تفتح صفحاته بهدوء كأنك تفتح ذراعيك لحبيبتك تبدأ فى التهام السطور ولكن بحذر حتى لا تنتهى متعته بسرعة كمن فرغ من قبلة حبيبته واراد المزيد ولكن خجلها يمنعها .
للقراءة طقوس من يفضل القراءة على خلفية موسيقية كالموسيقى الكلاسيكية مثلا ... او القراءة فى هدوء بدون اى مؤثر خارجى يشوشر على التلقى ... هناك من يقرأون فى كل الظروف و كل الاحوال لا يؤثر فيهم زحام مواصلات او ضوضاء البشر او تطفل الركاب بوضع رؤسهم فيما تقرا او سؤالك عم ماذا تقرأ ؟
افضل الانواع هو الاخير لانه يتوحد بما بين يديه ينسى العالم الذى حوله و ينتقل كلية الى عالم اكثر رحابة يراه من غلالة رقيقة شفافة ...
القراء انواع ايضا منهم الذى يقرأ فى كتاب واحد و الذى يقرأ فى كتاب او اكثر
النوع الاول افضل لانه يستطيع ان ينتهى من الكتاب و يدرك متعته دون ان تشاركه فى كتب اخرى اى ينشغل بقراءة كتاب اخر فيصبح كما فى المثل الشعبى لاطال بلح الشام ولا عنب اليمن
هذا النوع من القراء قارئ قلق لا يهدأ يود لو قرأ كل الكتب دفعة واحدة يهئ له ان هذا هو الصواب فينشغل باكثر من كتاب فيتشوش ذهنه ولا يدرك الرحيق الخاص بكل كتاب وكانه فى طبق سلاطة
القارئ المفضل الذى ينشغل بكتاب واحد يستمتع به يدركه يستنشق رحيقه بالكامل فينهى منه فيذهب لكتاب اخر و هكذا ...
القراءة متعة لاتوصف من فرط لذتها التى لا تضاهى يصعب وصفها فى بضع كلمات ليت كل الناس تدرك تلك اللذة ...

خالد عبد العزيز
4-8 -2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق